كيف يمكن للذكاء الإصطناعي مساعدة المسوقين في الحملات الإعلانية

كيف يمكن للذكاء الإصطناعي مساعدة المسوقين في الحملات الإعلانية

تمتلك كل من جوجل و فيس بوك مبادرات كبيرة لتبني الذكاء الإصطناعي وتطوير أدوات تستخدمها جهات تسويق بالفعل والتي توفر كميات لا تصدق من المعلومات.

لقد تطرقنا سابقا إلى أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال التسويق الإلكتروني، ولا شك أن هذه التقنيات ستفرض نفسها خلال الاشهر والسنوات القادمة، ولا بد أن تستعد لهذا التغيير.

تجمع جوجل الكثير من البيانات جول المستخدمين عبر Google Analytics و أندرويد (والذي يتوفر على 80٪ من الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم) و يوتيوب و جوجل كروم (المتصفح الأكثر استخدامًا)، طورت جوجل هذه الخدمات أو اشترتها للحصول على كل هذه البيانات.

وبالإضافة إلى جوجل و فيس بوك، تعمل أمازون ومايكروسوفت و اي بي إم جميعها بأشياء رائعة مع الذكاء الاصطناعي أيضًا.

هذا يعني أن المنصات الإعلانية المملوكة لهذه الشركات والحلول التي تقدمها، غالبا ما ستحصل على مزايا الذكاء الإصطناعي بالتدريج.

ولنأخذ مثلا على منصة إعلانات جوجل التي تعد الأكبر في العالم بمجال الإعلانات على الإنترنت والتي تساعد المسوقين على عرض إعلاناتهم في نتائج بحث جوجل إضافة إلى يوتيوب و جي ميل ومواقع الناشرين وخدمات أخرى للشركة الأمريكية.

وفي هذا الصدد نجد أن الذكاء الإصطناعي بإمكانه مساعدة المسوقين في اختيار الأسعار وتحديدها، وهي من أسهل المهام لكنها تستنزف في الواقع وقت المسوقين.

تعد عروض التسعير على إعلانات جوجل و فيس بوك لعبة أرقام، قد تحتاج إلى تحديد مقدار عرض السعر لكلمة رئيسية أو مقدار عرضه على جوجل إذا نقر شخص ما على إعلانك، أصبحت أجهزة الكمبيوتر ممتازة في تقديم المزايدات والتقديرات، اليوم هم جيدون مثل البشر وفي المستقبل القريب سوف يصبحون أفضل بكثير.

لدى جوجل سبعة نماذج للمزايدة والدفع الإعلاني، على سبيل المثال إذا كان عملك يولد عملاء متوقعين، فجرّب Target Cost Per Acquisition، الذي يقدم عروض أسعار على الكلفة لكل عميل متوقع، إذا كنت تدير أعمال التجارة الإلكترونية فجرّب استراتيجية “استهداف العائد على الإنفاق الإعلاني”.

باستخدام ميزة Smart Bidding، تمنح جوجل هدفًا وقد أصبحت جيدة جدًا في الوصول إليه، فإذا كنت ترغب في دفع 50 دولارًا لكل عميل متوقع، فستجد ميزة “عروض التسعير الذكية” عملاء متوقعين مقابل 50 دولارًا. على الرغم من أنه لن يجد عملاء متوقعين بأقل من المبلغ المطلوب (قل 10 دولارات لكل عميل متوقع)، لن يجد أيضا عملاء متوقعين مقابل 100 دولار.

مقارنة بقدرات Smart Bidding، فإن النهج القديم للمسوقين في تقديم التقديرات والمزايدات يبدو بطيئًا بشكل يبعث على السخرية.

لمدة 10 سنوات على الأقل، قام المسوقون بتحليل العطاءات من خلال النظر في حوالي 6 إشارات، منها مثلا إذا كانت استجابة الإناث من الفئة العمرية 35-44 الذين يعيشون في نيويورك أفضل، فمن الأفضل رفع عرض السعر لهذه المجموعة الصغيرة لزيادة معدل التحويل.

لكن من خلال المزايدة الذكية، ما عليك سوى إخبار Smart Bidding AI بما ترغب في إنفاقه، ثم اتركه يقوم بالعمل الشاق من أجلك، ستعمل ميزة “عروض التسعير الذكية” على إجراء جميع الاختبارات والتحليلات لتوصيل إعلانك إلى الأشخاص المناسبين بالسعر المناسب.

عند اختبار عرض التسعير الذكي، يمكنك استخدام ميزة المسودات والتجارب من جوجل لمعرفة كيف تعمل من أجلك.

عادةً ما يتطلب الاستهداف من المسوق تحليل التركيبة السكانية والمحتوى وتحديد المكان الذي يجب أن يظهر فيه الإعلان، على سبيل المثال يطلب المسوقون من جوجل عرض إعلان عندما يبحث شخص ما عن كلمة رئيسية محددة، بالنسبة إلى إعلان يوتيوب قد يطلب المسوق من المنصة وضع الإعلان بجوار محتوى مشابه لموقع Oprah.com.

ركزت الطريقة القديمة لاستهداف الإعلانات عبر التلفزيون والراديو والمجلات على العوامل السكانية، هذا لأن وسائل الإعلام ليس لديها فكرة عن الجهة التي تقوم بالشراء لكنها تعرف جمهورها اين يتواجد بالفعل، بينما مع الذكاء الإصطناعي، يمكنك استهداف العملاء على أساس النية.

جميع البيانات التي توفرها جوجل تساعد الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بما سيفعله شخص ما بعد ذلك، على سبيل المثال كيف تحدد الذكاء الاصطناعي ما هو موجود في السوق في الوقت الحالي؟ استنادًا إلى جميع البيانات التي تجمعها جوجل، قد تعرف أن شخصًا ما هو من مشجعي لعبة البيسبول وأحد الوالدين يميل إلى زيارة مواقع الأطفال بحيث يكون لديهم طفل يقل عمره عن 3 سنوات.

يمكن للذكاء الإصطناعي بعد ذلك الجمع بين المعرفة بمصالح الشخص على المدى الطويل والمصالح الأكثر إلحاحًا، لنفترض أن الوالد الذي يحب البيسبول يبدأ في البحث عن كيفية إصلاح الغسالات أو كيفية شراء غسالة جديدة بأقل من 1500 دولار مع التوصيل المجاني، ستعرف التقنية أن هذا الشخص موجود في السوق لغسالة جديدة.

نظرًا لأن تقنيات الذكاء الإصطناعي ستستغل هذه البيانات، فلن تحتاج إلى إخبار جوجل بكيفية استهداف إعلانك استنادًا إلى المعلومات السكانية والعوامل المشابهة، للوصول إلى الأشخاص الذين يرغبون في شراء غسالة ملابس لأنك تبيعها، فأنت تقدم إعلانًا من جوجل وتوضح المبلغ الذي تريد إنفاقه مقابل كل عملية بيع أو عميل محتمل.

ومع ذلك هذا لا يعني أن الكلمات الرئيسية والمفتاحية أصبحت شيئًا من الماضي، إذ لا يزال بإمكانك استخدام استهداف الكلمات الرئيسية، لكن الأمر يصعب تحقيقه وهو ليس أهم إشارة.

بالنسبة للإعلانات الصورية، يتوفر لدى جوجل شرائح جمهور داخل السوق، والتي تقدم حوالي 500 فئة. للوصول إلى الأشخاص الذين يرغبون في شراء غسالة، يمكنك إخبار الأداة للعثور على كل شخص موجود في السوق مهتم بشراء غسالة الملابس في الوقت الحالي.

يمكنك أيضًا إضافة استهداف آخر، مثل الأشخاص في كاليفورنيا ومع ذلك فإن تحديد العمر الديمغرافي ليس ضروريًا لأن الميزة تحلل نية الناس.

يمكنك الوصول إلى جمهور السوق بطريقتين، إذا كنت تعرض الإعلانات بالطريقة القديمة، يمكنك بعد ذلك استهداف جمهور استهداف الذكاء الاصطناعي على استهدافك التقليدي، ثم يمكنك مقارنة كيفية سلوك نوعي الاستهداف، إذا تصرف الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي تأمل بها، فيمكنك إعطائه زمام الأمور.

الحملات الذكية هي طريقة جديدة للوصول إلى الاستهداف باستخدام الذكاء الإصطناعي، باستخدام هذا النهج تخبر جوجل بما تريد القيام به والمبلغ الذي تريد دفعه، بينما تقوم التقنية بالباقي، تشمل الحملات الذكية تقديم تقديرات الأسعار والاستهداف وحتى الرسائل.

ومن أشكال الإستهداف وفق الإنفوجرافيك التالي:

 

أما بالنسبة للمنصة نفسها فإن الذكاء الإصطناعي سيساعدها على مراجعة الحملات الإعلانية بسرعة قبل الموافقة عليها مع ضمان منع أي إعلانات مخالفة من المرور في عملية المراجعة، بينما هذا من شأنه أن يلغي ساعات طويلة كان فيه المعلن ينتظر تفعيل إعلانه ليبدأ بالظهور وقد يكون مستعجلا بالفعل للحملة الإعلانية.

نفس التقنية ستعمل على مراجعة أي تغييرات في الحملات الإعلانية وتوفير الوقت على المسوقين في إضافة المزيد من الوحدات الإعلانية وتعديلها وتغييرها دون الحاجة كل مرة لانتظار وقت قبل أن يتم مراجعة التغييرات من المنصة لاستئناف الحملات الإعلانية.

سيعمل الذكاء الإصطناعي على مساعدة المسوقين في الحصول على نتائج أفضل بسرعة وبأقل تكلفة ممكنة في كل الأحوال بغض عن وضع المنافسة بين المعلنين في مجال واحد وتفضيل الخوارزمية عادة لعرض إعلانات من يدفع أكثر، كل هذا سيتغير مستقبلا.

أما إدارة الحملات الإعلانية فستصبح أسهل مما هي عليه الآن بالنسبة للمسوقين وهو ما يجعل الضغوطات عليهم أقل، ويجعلهم يركزون على التخطيط وجودة المحتوى وابتكار الأفكار التسويقية لحملاتهم الإعلانية القادمة.



انشر تعليقك